يعد مشروع "الحديقة الجيولوجية في حرة رهط" ثمرة من ثمار التعاون المشترك بين جامعة الملك عبد العزيز ووزارة السياحة، حيث تم توقيع محضر إتفاق بين جامعة الملك عبد العزيز، ممثلة في مركز أبحاث المخاطر الجيولوجية، والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني (وزارة السياحة حالياً)، ممثلة في قطاع الإستثمار والتطوير السياحي، بتاريخ 18 شعبان 1440ه، الموافق 23 إبريل 2019م، ويتمثل الهدف الرئيسي من هذا المشروع في إعداد مَسْحٌ جيولوجي متكامل للمعالم البركانية البارزة في حرة رهط وفقاً لمجموعة من المعايير المعترف بها دولياً، والتي وضعتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) والخاصة بإنشاء الحدائق الجيولوجية.
ويعد الاهتمام بقطاع السياحة من أهم ركائز خطة التنمية المستدامة في رؤية المملكة 2030م، حيث أن النمو المتوقع في قطاع السياحة سيزيد من مساهمة هذا القطاع في الناتج المحلي الإجمالي إلى حوالي 10%. وتعتبر السياحة الجيولوجية أحد أهم أنواع السياحة التي تتمتع فيها المملكة بقدرات تنافسية عالية بما تملكه من تراث طبيعي ثَرِيّ ومتنوع، وبما يشتمل عليه هذا التراث من نباتات وحيوانات برية، ومن تراكيب جيولوجية ومناظر طبيعية خلابة. وتعد الحقول البركانية (الحرات) في المملكة العربية السعودية، والتي هي موضوع هذا التقرير، واحدة من أكثر الأماكن الطبيعية إثارة للاهتمام في العالم.
لهذا، وتحت إشراف ودعم مباشر من معالي رئيس الجامعة وسعادة وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي، قام مركز أبحاث المخاطر الجيولوجية بإجراء الدراسات الميدانية والمكتبية المطلوبة لتقديم تقرير جيولوجي شامل يصف بالتفصيل خصائص المواقع الجيولوجية المختارة للحديقة الجيولوجية المقترحة في الجزء الشمالي من حرة رهط، والتي سيتم إنشاؤها تحت مسمى: الحديقة الجيولوجية في حرة رهط.
تنقسم الحديقة الجيولوجية في حرة رهط إلى ثلاث مناطق رئيسية. المنطقة 1 مخصصة للثوران البركاني التاريخي الذي حدث في عام 1256م (654هـ). وتضم المنطقة نمط جيولوجي واحد، و16 موقعًا جيولوجياً تم اختيارها لقيمتها التعليمية والسياحية.
وتشتمل المنطقة 2 على المراكز البركانية البازلتية التي تضم كل من حقل الحمم البركانية الخمسة، ومصودعة، والأناهي، وزرقة أبو زيد، والسهَب، وحلة خميسة، والدعيثة. وتم تسمية المنطقة "المخاريط المنهارة، ورشات الحمم البركانية، وتدفقات الحمم البركانية"، وهي تضم 7 أنماط جيولوجية و27 موقعاً جيولوجياً.
وتضمن المنطقة 3 مجموعة من المراكز البركانية التراكيتية بحرة رهط. وتم تسمية المنطقة "من قباب اللابة إلى الفوهات الإنفجارية"، وهي تشتمل على 14 نمطاً جيولوجياً، و26 موقعاً جيولوجياً. وتتضمن الأشكال الأرضية الرئيسية لهذه المنطقة قباب اللابة لكل من مطان، ومطين، وأم جنب، والضبعة الشمالي، وأم رقيبة، والفوهات الإنفجارية لكل من قورة 1 إلى قورة 5، والمعقدات البركانية لكل من الشعثاء، والعفيرية، ومخروط سكوريا البازلتي لجبل الملساء.
ختاماً، أود أن أتقدم بجزيل الشكر لمعالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور عبد الرحمن بن عبيد اليوبي على دعمه المادي والمعنوي وتسهيل مهمة فريق العمل لإنجاز هذا المشروع. كما أتوجه بالشكر لسعادة وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي الأستاذ الدكتور يوسف بن عبد العزيز التركي، الذي كان خلف هذا المشروع منذ إنطلاقته، ولقد كان لدعمه الأثر الكبير في الوصول لنتائج متميزة. كما أتوجه بالشكر لسعادة مساعد وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي لشؤون المراكز الدكتور محي الدين بن جمال راوه على دعمه الدائم للمركز.
كما أتقدم بالشكر لمعهد البحوث والاستشارات، وأخص بالشكر سعادة عميد المعهد الأستاذ الدكتور عبد الله الغامدي لتغطية الأمور المالية الخاصة بالمشروع. والشكر موصول لكلية علوم الأرض، وأخص بالشكر سعادة عميد الكلية الأستاذ الدكتور علي بن محمد سعيد صبياني على تعاونهم الدائم مع المركز.
وأخيراً، أود أن أشكر وزارة السياحة والقائمين عليها، وأخص بالشكر سعادة المهندس أسامة الخلاوي، وسعادة المهندس عبد العزيز الفراج، على تعاونهم المثمر والبنّاء، واللقاءات والنقاشات الدورية، والتي أَثْرَتِ العمل، وساهمت بشكل كبير في إنجاح هذا المشروع.
انقر على الصور للتكبير
|